
تعد مواقع كلوة الأثرية من بين أهم وأقدم المواقع في شمال غرب المملكة العربية السعودية وتشمل آثار كلوة المواقع في نهاية السلسلة الجبلية المعروفة باسم جبال الطبيق، على ضفاف وادي السرحان الغربية وتحتل مكاناً استراتيجياً يفصل ما بين السلسلة الجبلية وما بين الهضاب الرملية الممتدة من مواقع كلوة إلى الجهة الشمالية، وتقع على الطريق الذي يصل بين شمال الجزيرة العربية وجنوب بلاد الشام. وقد تميزت مواقع كلوة الأثرية على أنها تضم العديد من الآثار متعددة فترات الاستيطان والممتدة ما بين عصور ما قبل التاريخ حتى العصور البرونزية والحديدية اللاحقة المتزامنة مع بزوغ نجم الممالك العربية القديمة والمستمرة حتى فترات دخول تلك الأقاليم في الإسلام لاحقا، واتسمت كلوة باحتوائها آثار مسيحية لنصارى العرب قبل الإسلام ومن أهمها الموقع الديني المرتبط بدير عبادة (كنيسة) وصوامع للرهبان.

وتجدر الإشارة إلى ثراء مواقع كلوة بمختلف الفنون الصخرية والنقوش العربية القديمة مثل المسند الشمالي: الثمودي، والصفائي وكذلك النقوش الآرامية النبطية والعربية القديمة والإسلامية المبكرة؛ ومن أهم تلك النقوش ذلك النقش الذي يثبت بأن فكرة وثقافة الحمى في محمية الملك سلمان هي ذات جذور وحضور منذ ما يزيد على الأف ونصف الألف عام من وقتنا الحاضر كما في الصورة المرفقة عن النقش ونصه “باسم اللّٰه حمة أهل تكلا من إقليم [..]
تقع قرية منوة على بعد ٣٠ ميلاً شرق القريات وهي عبارة عن قرية تراثية لعائلة السهر وآخرين، تحفها المرتفعات الصخرية والجبال والمنخفضات المائية العميقة. بدأت أعمال المسح الأثرية بتوثيق انتشار المباني الطينية، ومساحاتها، وأبعاد البناء ،وطرزه. حيث تتكون القرية من منازل (وحدات) معمارية متفرقة تتشابه في طرازها المعماري وتوزيع المنافع داخل المنزل الواحد. تميزت مبانيها بكبر الحجم والفناء الذي يتوسط المنزل والجدران المرتفعة وبنيت من الطين وصخور البازلت وشيدت بجريد النخل والأخشاب المحلية والنوافذ والأبواب تميزت بالأشكال المختلفة .

تميزت القرية بموقعها وسط منخفض وحولها الجبال، حيث كشف المسح الأثري حول القرية عن وجود الكثير من المقابر الركامية الحجرية التي تعود لفترات ما قبل التاريخ.
بلغت المباني التي تم توثيقها ٢٤ وحدة أو منزل تختلف في عدد الوحدات داخل المنزل الواحد وبعضها تعرض للدمار شبه الكامل والبعض تأثر قليلاً، وقد أظهرت بعض المباني نوافذ وأبواب عليها زخارف هندسية مميزة
يعرف بقصر كاف ويتكامل مع محيطه التراثي (الثقافي والطبيعي). وهذا القصر والذي يعرف باسم “قصر بن شعلان” يقع على تل متوسط الارتفاع في الجهة الشمالية الشرقية من قرية كاف التراثية تحت سفح جبل الصعيدي في منطقة قريات الملح في الجزء الشمالي لوادي السرحان. وقد تم تشييده في عام ١٣٣٨ه/١٩١٩م من قبل نواف الشعلان الابن الأكبر للشيخ نوري الشعلان، شيخ قبائل الرولة. وقد شيد القصر ليكون مركزاً لإدارة منطقتي القريات ووادي السرحان. ولكن بعد ٣ – ٢ أعوام امتد حكم الملك عبدالعزيز بن سعود ليشمل منطقة قريات الملح.

وإثر ذلك أصبح قصر كاف مركزاً إدارياً لتلك المنطقة. وقد أصبحت قرية كاف وقصرها مركزاً إدارياً مهماً حتى عام ١٣٥٧ه/١٩٣٨م عندما تم نقل إمارة المنطقة إلى النبك والتي تعرف اليوم بمدينة القريات. في عام ١٤٢١ه/١٩٩٢م تم ضم معظم قرى منطقة القريات (مثل الحديثة، إثرا، منوة، قرقر، عين الحواس والعيساوية) لإمارة منطقة الجوف.
يمثل قصر الإمارة بالحديثة أحد أهم الشواهد الحضارية التي بنيت في فترة الملك عبد العزيز بن عبد الرحمن آل سعود- طيب اللّٰه ثراه، وهو من المواقع والقصور ذات الأهمية التي تمثل فارقاً في تاريخ وتثبيت دعائم الدولة السعودية الثالثة. حيث أنه يقع غرب قرية الحديثة وهي القرية الحدودية مع المملكة الأردنية الهاشمية، وهي البوابة الشمالية للمملكة العربية السعودية وقد اكتسب الموقع أهمية تاريخية وحضارية لأنه أحد الرموز التاريخية في المنطقة الشمالية.

يقع قصر الإمارة بالحديثة إلى الجهة الشرقية من قرية الحديثة القديمة والتي أصبحت اليوم أحد المراكز الحضارية التابعة لمنطقة الجوف، وقد توسعت قرية الحديثة وشملت مناطق بعيدة عن القصر، ويحتل القصر التل الطبيعي على الحرة البركانية المرتفعة بالقرب من الخط الدولي.
تعد قرية مُغَيْرَاء الطبيق التراثية من بين أهم القرى التراثية في منطقة تبوك بشمال المملكة العربية السعودية، والتي تعود أهميتها من الناحية الإدارية والسياسية والاقتصادية كونها كانت تمثل المنفذ السعودي الشامي، وتقع على درب الحج الشامي الذي يبدأ من بصرى ثم دمشق ثم الأزرق في الأردن ثم القريات ثم مُغَيْرَاء الطبيق ثم فجر ثم تيماء ثم جفر عنيزة ثم خيبر ثم المدينة ومنها إلى مكة المكرمة، قد نشأت هذه القرية في بدايات العهد السعودي ثم هجرت بعدها بعقود قليلة.

وتعد مُغَيْرَاء من بين المراكز الإدارية التابعة لمنطقة القريات في عهد الملك عبد العزيز بن عبد الرحمن بن سعود، حيث كانت وقتها العاصمة الإدارية لمنطقة القريات هي قرية (كاف) التراثية.
أحد المعالم الهامة الواقعة ضمن نطاق محمية الملك سلمان بن عبدالعزيز الملكية، وتتربع على ضفافه العديد من منشآت العصور الحجرية والآثار الهامة، ومن أهمها التراث الثقافي المنسوب إلى فترات ماقبل التاريخ العصر الحجري القديم حيث أول مواقع الاستيطان المعروفة في المملكة العربية السعودية والتي تعود إلى ثقافة أولدوان المتطور منذ مليون وثلاثمئة ألف عام مضت، وتتسم آثار وادي شويحط بالتنوع مابين التراث الطبيعي والثقافي على مر العصور ويزخر بأنواع عديدة من مكونات التراث ومنها مايقع على ضفاف البحيرات القديمة وعلى مشارف الشعاب والهضاب وتكثر فيها المنشآت والفنون الصخرية المختلفة والنقوش العربية القديمة والمتنوعة

كما تقع على امتداده بالقرب من المحمية قرية الشويحطية التراثية وقصر بن بليهيد التاريخي( قصر إمارة الشويحطية) وقد بني كل من القصر ومنازل القرية التراثية في عهد سعودي مبكر ينتمي إلى عهد الملك عبدالعزيز بن عبدالرحمن آل فيصل مؤسس الدولة السعودية الثالثة – طيب اللّٰه ثراه.
قرية إثرة التراثية هي واحدة من القرى التي برزت أهميتها منذ العصر النبطي في منطقة القريات، وهي من المناطق الأثرية الغنية لما بها من منشآت معمارية قديمة ولما تتميز به من موارد طبيعية تشمل عيون المياه والواحات الزراعية. وتبعد قرية إثرة حوالي ٣٥ كلم شرق القريات و١٢ كلم من قرية كاف التراثية.
وبناء على أهميتها التاريخية فقد ذكرتها الكثير من المصادر، وكشفت أعمال المسح الأثري التي أجريت في القرية عن الكثير من المناطق التراثية حوت ثمانية منازل طينية ومسجد شيد من الحجر ومقبرتين.

كشفت عمليات المسح الأثري وقياسات المباني عن أن القرية تتكون من المباني الطينية المنتشرة في مساحات واسعة والتي تميزت بتباين في الأحجام ما بين المنزل الكبير المتسع وبعض المباني الصغيرة. كما اختلفت المرافق الخدمية داخل كل منزل من الغرف والصالات، فضلاً عن ظهور المسجد. شيدت المباني بشكل عام من الطين اللبن مع الصخور وظهرت عليها علامات التأثر بعوامل الطبيعية والكثير منها متهالك ويحتاج لأعمال صيانة وترميم.
أحد القصور التراثية المميزة جوار بئر الوسيعة والذي يقع داخل إحدى المزارع في الجزء الشرقي من واحة قرية إثره التي تقع على سفح جبل رضوي وتبعد حوالي كلم واحد من قرية كاف التراثية. وتتميز منطقة إثرة بالتنوع الطبوغرافي وهي غنية بالمشاهد الطبيعية المميزة والمحيطة بالقصر.
القصر عبارة عن مبنى من الطين ويتوسط منخفض من الرمال وحوله واحات زراعية. وشيد القصر من الطين من صفين من الغرف التي سورت بجدران تهدمت وأجريت عليها بعض أعمال الترميم والتحديث. وبالقرب من الغرف هناك بعض الآبار.

الشكل العام للقصر يظهر أنه شبيه بالقصور التراثية الموجودة بالمنطقة والتي شيدت من صخور البازلت والطوب اللبن. ويتميز القصر بغرفه المرتفعة وتعدد النوافذ والأبواب.
ركزت الأعمال الميدانية على توثيق القصر ومرافقة المعمارية وتقييم حجم الضرر الذي تعرض له القصر وأهميته كمبنى تراثي وما يحتاجه من أعمال ترميم وصيانة وتأهيل ليكون معلماً سياحياً.
لعل من أبرز المواقع التي أستمر فيها ذكر مواطن حاتم الطائي هي (توارن) وهو الموقع الذي يحتوي اليوم على العديد من المنازل التراثية والمعروفة بمنازل حاتم الطائي، وتعد من بين أبرز المعالم التراثية في منطقة حائل.
وتحمل توارن اسم واد يمتد في وسط سلسلة جبال أجا على بعد حوالي ٨ كم، ويتسع الوادي في بداية مصباته ويبدأ يضيق في نهايته قبل أن يفيض في الصحراء الشمالية.

بموقع منازل حاتم الطائي السلسلة الجبلية من ثلاث جهات وهي الجهة الجنوبية (مصبات وادي توارن) والشرقية والغربية، حيث يحتل الموقع مكان استراتيجي بين الجبال الجرانيتية الصماء ذات السطوح الملساء، وهو ما شكل واحات صغيرة أسفل تلك الجبال جعلتها أرض خصبة التربة.
يبعد حوالي ٤٠ كلم إلى الشرق من مدينة القريات ويعد من بين أهم المعالم المعمارية الأثرية في المنطقة الشمالية، ويعد صرحاً معمارياً فريداً من خلال حجم المعمار ومواد البناء وموقعه.
أرخته بعض الدراسات السابقة للعصر النبطي كما أن هناك بعض الدراسات وترجع نشأته للفترة البيزنطية، وظل مستخدماً في الفترات اللاحقة.

بدأ العمل الأثري في القصر بالمسح الأثري حول محيط القصر الخارجي والتعرف على السور ومحتوياته وتقييم حالته الراهنة، وتم حصر الوحدات المعمارية بالقصر واجراء قياسات معمارية بها. شيد القصر من الصخور البازلتية الصلبة والتي قطعت بطريقة هندسية رائعة وشيد من طابقين.
يحتوي القصر على عدد ١٩ وحدة معمارية متوزعة في الاتجاهات الأربعة ومرتبطة ببعضها البعض في دهاليز وسور كبير به بوابتين.
تمثل قرية كاف التراثية أحد أهم وأبرز القرى التي عرفت بها قريات الملح، وتمثل المركز الرئيس وهي العاصمة الإدارية والسياسية لمنطقة القريات حيث يكتمل فيها العديد من المقومات التي عادة ما تكون في المدن الإسلامية مثل القصر والسوق ومقر الحكم وحولها ما يتبعها من القرى المجاورة، وقد عرفت كاف باسم مملحة كاف، والمقصود بها المنطقة التي تحيط بها، وهي المنطقة التي تغطيها السبخة التي كان يتم منها استخراج الملح، وبهذا تمثل قرية كاف مركزاً أساسياً ورئيساً للقريات.

تقع قرية كاف في وادي السرحان على الطريق التجاري القديم الذي يمر بشمال الجزيرة العربية، ولعل من بين الأدلة أنها كانت هي القرية التي تعاقب عليها الاستيطان هي القلعة الواقعة في الجهة الشمالية والتي كانت تستخدم كحماية لقرية كاف ومراقبة القوافل التجارية قديمًا، وتقع قرية كاف شرق مدينة القريات اليوم وعلى بعد ١٨ كم، وكانت هي العاصمة والمركز الرئيسي لمنطقة القريات قبل نقل العاصمة منها إلى القريات.
تقع قرية عين الحواس على بعد ٣٣ كلم شمال شرق منطقة القريات وعلى بعد ٣ كلم شرق قرية منوة التراثية. وهي عبارة عن قرية تقع في منطقة تكثر بها عيون المياه. ومن أشهر عيونها عين الحواس وعين الدهام.
كشفت أعمالنا الميدانية في المنطقة عن الكثير من الآثار، حيث تم توثيق محتويات القرية التراثية مع مسح أثري شامل حول محيط القرية والذي كشف عن العديد من المواقع الأثرية التي تميزت بظهور المقابر الركامية كبيرة الحجم من صخور البازلت والسياج الحجري (مصائد الوعول) التي تعود لفترات ما قبل التاريخ.

فضلاً عن أن أعمال القياسات الميدانية للمنازل كشفت عن أن القرية تضم عدد ١٣ منزلاً شيدت من الطين اللبن وحولها المزارع وبها الكثير من الوحدات المعمارية والأفنية الواسعة.

تحتضن محمية الملك سلمان بن عبدالعزيز الملكية العديد من المواقع في وادي السرحان مثل القعيدات والجفيرات وسمرا الوشواش ومواقع حرة الحرة والتي فيها العديد من المنشآت الحجرية الضخمة كالمصائد والمدافن المذيلة ودوائر حجرية مختلفة الأشكال ومتنوعة الفترات والوظائف فمنها ما كان للصيد ومنها ما كان للدفن ومنها ما ارتبط بإعادة الاستخدام وممارسات مختلفة من الحياة اليومية كالزراعة والرعي وغير ذلك.

تقع قرية «جبة» إلى الشمال الغربي من حائل. وفي أساسها واحة تجاور جبل «أم سنمان».
وتحتوي على العديد من مواقع ما قبل التاريخ والعصور الحجرية وأقدم أنواع الفنون الصخرية وتزخر بالرسوم والنقوش الثمودية وهي أحد مواقع المملكة العربية السعودية المسجلة على قائمة التراث العالمي لدى اليونيسكو إلى جانب مواقع الكتابات والفنون الصخرية الأخرى في منطقة حائل كالشويمس وراط والمنجور

ترتبط بأول ورود لمصطلح عرب في معركة قرقر الشهيرة ٨٥٣ ق.م حيث ورد اسم الملك جندب العربي الذي حارب الإمبراطور الأشوري على ألف جمل عليها ألفي محارب مترادفين، ضمن حلف مكون من ممالك ودويلات سوريا الآرامية وغيرهم. وتقع قرية قرقر التاريخية جنوب شرق كاف التراثية وتبعد حوالي ٣٥ كلم عن مدينة القريات، في منطقة تكثر بها الأودية العميقة والجبال البركانية الشاهقة وتقع على مقربة من منوة وعين الحواس.